فريق مسرحية أردنية يتعرض للاحتيال بمهرجان وهمي في تونس
رسمي محاسنة
مفارقة غير مفهومة، ولا تفسير لها، ان تتم الاساءة لمخرجة وممثلة مسرحية تتحدث عن حقوق المرأة، في مهرجان مخصص للمرأة، ذلك ما حصل مع فريق المسرحية الاردنية(غزل البنات) التي مثلت الاردن، في مهرجان( مرا للمسرح النسائي) بالعاصمة تونس، والمسرحية من انتاج المركز الوطني للثقافة والفنون، تتناول قضية العنف ضد المرأة، والزواج المبكر، من تأليف بلال زيتون، واخراج سوزان البنوي، وتمثيل غاندي صابر، وفضل العوضي، وصبا عبيدات، وآلاء حماد.
ظاهرة غريبة تكررت مع الفنانين الاردنيين، ففي الوقت الذي تقوم فيه مهرجانات محترمة، بالالتزام بكل التفاصيل التي تليق بالمسرح العربي، فإن هناك حالة من الخداع يقع بها بعضهم، وتكون النتيجة تصرفات مرفوضة تماما، فما زلنا قريبين من اجواء مهرجان المسرح العربي في دورته السابعة بالرباط في المغرب، الذي تقيمه الهيئة العربية للمسرح، من حيث المراسلات والالتزام والتنظيم والتنوع، والتعامل باحترام، والعمل باجواء صحية؛ حيث وفرت الهيئة العربية للمسرح كل الظروف والامكانات التي تجعل الفنان يقدم افضل ابداعاته، وبالمقابل فإن هناك حالات فاجعة، كما حدث مع فرقة الفنان صلاح حوراني في مصر، وقبل ايام ما حصل مع فريق مسرحية غزل البنات في تونس.
للوقوف على حقيقة ما تم هناك، التقت (العرب اليوم) الفنان غاندي صابر، الشاهد والضحية على ما حدث هناك؛ حيث يقول بان المراسلات ومنذ البداية تمت مع المركز الوطني للثقافة، من خلال المخرجة سوزان البنوي، ومع مديرة المهرجان( ارتسام صوف)، ولكن مع وصولنا كنا نحس ان هناك شيء غير طبيعي؛ حيث لا توجد مشاركة تونسية، والفندق في منطقة بعيدة عن مكان العرض، وتم إلغاء ورش العمل المقررة، وهناك فرق كان يفترض بها الحضور لم تصل، كما ان الباصات المخصصة للتنقلات غادرت الفندق، واصبحنا نستخدم وسائل النقل على حسابنا الخاص.
ويقول غاندي، في يوم العرض ذهبنا للمسرح صباحا لعمل بروفة، وفوجئنا بطلب ادارة المسرح منا بالمغادرة، لأن هناك موعدا لعرض فيلم سينمائي، والصدمة انهم أطلعونا على وثيقة موقعة من مديرة المهرجان، تبين فيها تغيير موعد العرض المسرحي الاردني، دون ان نعرف، لأنه لم يتم إبلاغنا بذلك. وفي اليوم المحدد للسفر وجد الوفد الاردني نفسه امام ورطة كبيرة؛ حيث ان ادارة الفندق رفضت تسليم جوازات السفر الا اذا تم دفع تكاليف الاقامة كاملة، ووجد الفريق نفسه وحيدا؛ حيث لا احد من وزارة الثقافة التونسية، ولا من ادارة المهرجان، والجدل يزاد، وموعد الطائرة يقترب، ليتقدم احد رجال امن الفندق ليدفع بعنف وخشونة مخرجة المسرحية، واصبح الوضع متوترا جدا، وحاول المخرج المنصف السويسي ان يتدخل، هو ورجل من السفارة العراقية لكن دون جدوى. وتم الاتصال مع القنصل الاردني بالسفارة هناك، ورغم ذلك لم تتراجع ادارة الفندق عن طلبها وحجزها لجوازات السفر، فكان ان تم الاتصال بالسفير الاردني، الذي اتصل مع كبار المسؤولين هناك، ليتم الافراج عن جوازات السفر وعن الفريق المحتجز بعد مكالمة هاتفية وصلت ادارة الفندق، ولم يكن قد بقي على موعد الطائرة سوى ساعة واحدة، ليستقل الوفد سيارة اجرة، ويصل باللحظات الاخيرة الى المطار. نقيب الفنانين ساري الاسعد قال، ان يتم الاعتداء على وفد اردني، واحتجازهم بهذا الشكل، هو امر مرفوض تماما، وأكدّ ضرورة ان يتم التنسيق بين الجهات المدعوة والنقابة، للتمكن من استيضاح الامور، والتأكد من مدى جدية هذه الدعوات، وهناك قنوات اتصال للنقابة تستطيع من خلالها حفظ كرامة الفنان الاردني وتجنيبه التعرض مما يمكن ان يسيء له، ومشاركات تمثيل الوطن في الفعاليات الخارجية يجب ان تكون على اسس واضحة، وهذا درس قاس يجب ان نتعلم منه، ونحن نقدر الحركة الفنية التونسية، وهذا تصرف طائش لا يمثل التونسيين، لكنه يسيء لهم.
كما ثمن الاسعد دور السفير الاردني في تونس وطاقم السفارة، الذين كانوا حريصين على تطويق الموقف وحل المشكلة قبل ان تتفاقم.
من ناحية ثانية قامت السيدة لينا التل مديرة المركز، بطلب مراجعة كافة الوثائق المتعلقة بالدعوة والمشاركة، التي كانت تشير الى ان المهرجان تحت مظلة وزارة الثقافة التونسية، وارسال هذا الملف الى سفارتنا بتونس ومتابعته.
ان ما حدث لفريق المسرحية الاردنية في هذا المهرجان الوهمي، هو اساءة للحركة الفنية الاردنية وكل الاردنيين، ويجب ان يعاد النظر وبشكل جدي بالمشاركات الاردنية في الخارج، حتى لا نترك الفنان الاردني معرضا لمفاجآت، ودون غطاء.
العرب اليوم الأربعاء، 18/3/2015