
السويد: وقت قصير يكفي لتغيير (ملة) المسلمين عن طريق (الواتس أب)
كان من الممكن أن تمر جلسة نقاش عقدت مساء أول من أمس بنادي القصيم الأدبي ضمن فعاليات جماعة (فكر) التابعة للنادي، دون إثارة لولا مداخلة ساخنة قدمها نائب رئيس الغرفة التجارية بالقصيم عادل السويد – بوصفه أحد الحضور -، شن فيها هجوما لاذعا على الثقافة العربية والإسلامية بطبعها الراهن، حيث جزم أنها (أهون) من أن يتم استهدافها من قبل الحضارة الغربية، وأن (ملل وعقائد)بعض حامليها قد يتم قلبها وتغيرها عن طريق (الواتس أب) باعتباره أقصر وأوهن الوسائل التقنية.
ففي الجلسة التي قدمها طريف السليطي، وشارك فيها كل من رئيس الجماعة، عضو مجلس إدارة النادي الدكتور إبراهيم الدغيري، وعضوي الجماعة إبراهيم السدرة، وفهد النصار، تحدث المحاضرون عن (مستقبل التغيير الثقافي في السعودية(، حيث تم التطرق لأهم الإشكالات التي فرضت (القيود على التغيير أو تشويهه(، باعتباره ضرورة ملحة، وطبيعة كونية قادمة لا محالة (حسب ما ذكروه).
الجلسة سارت على رتم هادئ قبل أن يتداخل عادل السويد، ويعلن صراحة ما كان يحوم حوله المشاركون من أن الثقافة العربية والإسلامية بوقتها الحالي (أهون) من أن يتم استهدافها من قبل الحضارة الغربية، لأنها ثقافة تسير مع الركب، ولا تصنع فارقا يمكن أن تخشاه أية ثقافة أخرى، وزاد أن راهن على أن إحدى طرق التقنية الغربية البسيطة كـ(الواتس أب) قد تغير (ملل وعقائد)الكثير من المسلمين إذا ما عقدت الحضارة الغربية العزم في مواجهة أو استهداف الثقافة العربية والإسلامية.
هذا التصغير الشديد، والتهميش لوضع الثقافة العربية والإسلامية الحاضر، أثار حفيظة أستاذ الحضارة الإسلامية في جامعة القصيم الدكتور عبدالوهاب الشقحاء، ما دعاه لأن يؤكد أن الحضارة الغربية الحالية (هي من تخشى الموروث والثقافة العربية والإسلامية وليس العكس)، مستشهدا بالنسب الرقمية الكبيرة لأعداد المتحولين في عقائدهم نحو الإسلام، في المجتمع الغربي.
واستشهد فهد النصار خلال ورقته المقدمة أيضا بـ(البطاقة البنكية) للدلالة على سطحية وبساطة الفهم العربي والإسلامي وحتى المحلي لما يدور حوله، مبينا أننا كمجتمعات بتنا نتشاكل ونتباحث في أمر (اللون والشكل) للبطاقة البنكية، ولم نبحث في منظومة الآلية الاقتصادية والإدارية التي بموجبها تم الوصول إلى هذه البطاقة، حتى باتت جزءا من حياتنا وطبائعنا، ولم نفكر في تقييم التجربة بوصفها ملخصا للتغير والتنمية الاقتصادية.
في حين أشار عضو جماعة فكر إبراهيم السدرة، إلى أن (أدلجة( التغير وإلباسه لبوس التنظير والتأطير، خلق حوله (شبهة) فكرية، ما دعا المجتمع السعودي لأن يرفض فكرة التغير، ويتحسس منها، في حين إنه قبل بعض المتغيرات دون أي ردود فعل، وإن كانت مشابهة ومطابقة لما هو مرفوض، وذكر مثال قيادة المرأة للسيارة في كونه متغيرا قد تم رفضه، لأنه وصف للمجتمع بوصف (مؤدلج(، في حين تقبل الكثير ركوب المرأة مع السائق، معللا ذلك بأن المجتمع يقبل التغيير كواقع معاش،ويرفضه كنسق ثقافي. رئيس جماعة فكر الدكتور إبراهيم الدغيري، بين أن المشهد الثقافي السعودي يفتقر للدراسات الاستشرافية، التي تستطلع المستقبل وتعمل على تهيئة المجتمع له، وزاد على ذلك بأن وصف المجتمعات الثقافية وحتى الشعبية بأنها كرجال المطافئ، الذين لا يتحركون إلا والحدث واقع أمامهم، ليكونوا بذلك ردود فعل وليسوا أفعالا.
بريدة: موسى العجلان
الوطن2013-05-13