بجرأة كبيرة.. المخرج السينمائي مايكل مور:
(نحن الأمريكيين، قتلة طيبون بشكل لا يصدق..(
أوك كريك، أورورا وتوسون ثلاثة مدن أمريكية، كانت هذا الأسبوع مسرحا لمجازر إطلاق نار، شكلت الموضوع الرئيسي للصحافة الأمريكية (عوض مجازر النظام السوري المزعومة). هذه الأحداث أعادت كالعادة الجدل حول مسألة الحق في حمل السلاح، سيما وأن البند الثاني من الدستور يجيز رسميا (للناس حيازة وحمل الأسلحة)، ودعا باراك اوباما إلى البحث عن سبل الحد من العنف، ما دفع بالمخرج السينمائي مايكل مور، الذي عمل وبحث طويلا في مسألة العنف والسلاح، إلى تقديم نتائج بحثه على موقع (آلترْنت(، بعنوان: (نحن الأمريكيين قتلة طيبون بشكل لا يصدق..).
وكتب مخرج (بولينغ فور كولومبين)، وثائقي يجرم اللوبيات المساندة للسلاح، حول تكرار المجازر عن طريق إطلاق النار في الولايات المتحدة الأمريكية قائلا (منذ فقد قابيل صوابه وقتل هابيل، كان هناك دائما أناس فقدوا عقولهم بصفة نهائية أو مؤقتة، لسبب أو لآخر، وارتكبوا أعمال عنف لا توصف(. وأضاف مور (لكن هناك فرق بين ما يحدث في باقي العالم وعندنا في الولايات المتحدة.. عندنا يقتل كل ساعة شخص على مدى الـ365 يوما، أي 24 أمريكي يوميا.. رقم يجعل الولايات المتحدة تسجل 80 بالمئه من القتلى بالسلاح الناري ضمن الـ23 دولة الأكثر تقدما في العالم.
ولاعتماد على هذه الحصيلة المعاينة، حلل المخرج مختلف الحجج والتبريرات المقدمة لتبرير هذه الوتيرة لعمليات إطلاق النار القاتلة قائلا أولا، (سيقولون هذا سببه الأفلام وألعاب الفيديو العنيفة)، ثم يشير مايكل مور إلى أن اليابانيين يتعاطون يشكل كبير هذا النوع من ألعاب الفيديو، ويتعرض للقتل بالسلاح الناري في اليابان أقل من عشرين شخصا كل عام. ثم يضيف مور (ويرى آخرون أن عمليات القتل هذه سببها عدد العائلات المحطمة)، لكنه يلاحظ بعد مقارنة مع المملكة المتحدة أن الولايات المتحدة، بها عدد مساو تقريبا من حيث الأسر وحيدة الوالد، لكن في بريطانيا هناك أقل من 40 جريمة قتل بالسلاح. وفي هذه الحالة، هل يجب تجريم (ثقافة الرجل المسلح)؟
يعترف المخرج مايكل مور انه يميل إلى هذا التبرير، لكنه يفكر كيف لدولة مثل ألمانيا، صاحبة الماضي المفعم بكبار هواة (المجازر الصغرى الجيدة)، ان لا تعاني من المشكلة نفسها؟ كما ان عدد الأسلحة المنتشرة، يقول مور، لا تفسر بالضرورة الظاهرة، بحكم ان كندا تنتشر فيها الأسلحة بكثرة، لكن عدد القتلى بالسلاح الناري لا يتعدى الـ200 سنويا.
في آخر مقاله، قدم مايكل مور تبريرا للمجازر المتكررة التي تلقي بظلالها على الولايات المتحدة، قائلا: (القتل هو طريقتنا لحل المشاكل التي تخيفنا). هذه الآلية قارنها أيضا بالسياسة الخارجية المعتمدة في العقود الأخيرة من قبل الحكومات المتعاقبة في العشريات الأخيرة، التي سماها مور بـ(المدمنة على الغزو). ولاحظ المخرج الحائز على السعفة الذهبية عام 2004 بمرارة: (نحن الأمريكيين قتلة طيبون بشكل لا يصدق).
منتصر اوبترون نشر يوم: 12 أوث 2012
الأخبار – الجزائر