
أم البواقي تفتك الجائزة الكبرى للمسرح المحترف
– لجنة التحكيم تنتقد عدد عروض المنافسة وترافع لجائزة الجمهور
– رزاق أحسن مخرج وبورحلة أحسن كاتب والتحكيم يثمن قشي
انتقدت أول أمس لجنة التحكيم في الطبعة السابعة من المهرجان الوطني للمسرح المحترف برئاسة احمد خوذي، عدد العروض المبرمجة وعمر المهرجان. فيما رحب جمهور بشطارزي بفرقة (سيريال تاقر) الموسيقية التي خطفت الأضواء من المسرحيين بالمزج السحري بين الأغاني الوطنية والموسيقى الإفريقية والأمازيغية.
افتك المسرح الجهوي لأم البواقي الجائزة الكبرى للطبعة السابعة من المهرجان الوطني للمسرح المحترف واستطاع إقناع الجمهور ولجنة التحكيم بمسرحية (افتراض ما حدث فعلا) إخراج لطفي بن سبع التي دخلت غمار المنافسة مع 16 عملا مسرحيا آخر. ونال الفنان احمد رزاق -أخيرا- جائزة أحسن إخراج عن مسرحية (ربيع روما( للمسرح الجهوي لقالمة، فيما عادت جائزة لجنة التحكيم للمسرح الجهوي لمدينة العلمة عن مسرحية (هاملت) لربيع قشي. ونال جائزة أحسن ممثل هشام من مسرح أم البواقي، ونالت نفس الجائزة من العنصر النسوي الممثلة نادية لعريني عن دورها في مسرحية (امرأة من ورق) للمسرح الجهوي لعنابة. وتشجيعا للممثلين، قدمت جائزة أحسن أداء نسوي واعد للممثلة خامسة مباركية عن دورها (اوليفيا) في مسرحية هاملت لمسرح العلمة، وقدمت نفس الجائزة عن الأداء الرجالي للممثل موسى لاكروت عن دوره في مسرحية (ماذا سنفعل الآن) للمسرح الجهوي لسيدي بلعباس. واستطاع الكاتب محمد بورحلة أن يفتك جائزة أحسن نص بمسرحية (الملك يلعب( للمسرح الجهوي سكيكدة في الوقت الذي فاز فيه حمزة جاب الله بجائزة أحسن سينوغرافيا عن عمله في مسرحية (ماذا سنفعل الآن) لمسرح بلعباس. ونجح صالح سمعيني في افتكاك جائزة أحسن موسيقى من خلال مسرحية (ربيع روما) لمسرح قالمة.
تفاعل جمهور المسرح الوطني محي الدين بشطارزي مع المتوجين مصفقا وهاتفا معبرا عن رضاه من لجنة التحكيم التي أشرفت على تقييم 17 عملا مسرحيا في طبعة 2012 التي حضر فيها الكم وغاب فيها الكيف.
مستوى العروض المسرحية لم يرق إلى انتظارات جمهور الفن الرابع، وأكد مرة أخرى على تراجع خطير على كل المستويات. فقد سجل الإخراج المسرحي غيابا شبه تام في اغلب الأعمال التي غرقت في مجملها في الرؤية الفلسفية وشتتت المستقبل وحتى لجنة التحكيم. الإخراج والنص أصبحا نقطة ضعف واضحة لا يمكن إخفاؤها بسينوغرافيا معقدة أو موسيقى صاخبة أو رقص مبتذل أو مواضيع سياسية أو إيديولوجية. فقد أبانت المسرحيات عن مستوى لا يبشر بالخير ولا يعكس جهود التكوين والتأطير نصا وإخراجا إلا ما رحم ربي. كما سجلت الطبعة سقوطا حرا للمسارح الجهوية المتواجدة في الساحة منذ سنوات والتي طالما احتكرت المنافسة لتعود بخفي حنين وتستحوذ المسارح الجهوية الجديدة على جوائز المهرجان من خلال ما قدمت من مسرحيات مقبولة شكلا ومضمونا.
لجنة التحكيم أفشلت محاولة بعض المخرجين الذين حاولوا استمالة الجمهور بالضحك أحيانا وبالابتذال أحيانا أخرى، وقطعت الطريق أمام (استسهال المسرح) لتضع حدا لمثل هذه المحاولات اليائسة.
للإشارة فإن الجمهور الذي رحب بفوز مسرح أم البواقي بجائزة أحسن عرض متكامل، ثار غاضبا من حرمان المسرح الجهوي لمعسكر من الجوائز وهو الانشغال الذي رفعته الشروق لأعضاء لجنة التحكيم الذين تأسفوا بدورهم، ولكنهم أجمعوا على أن مسرحية (المرأة) افتقرت لبعض التفاصيل التقنية ما حرمها من الجائزة في ظل غياب (المناصفة).
آسيا شلابي
المصدر : الشروق اونلاين 2012/09/28