يدعو إلى اعتماد 2012 عاما للمرأة العاملة في الإبداع المسرحي
عزيزة علي
عمان– دعا المشاركون في ملتقى الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية، إلى سنِّ تشريعات ترسِّخُ الحريات العامة، وتؤكِّدُ على حصول المرأة على كامل حريتها في مجتمع حر.
وطالبوا في ختام المتلقى الذي أقامته الهيئة العربية للمسرح- الشارقة بالتعاون مع نقابة الفنانين، أمس في فندق الرويال، بتفعيل المؤسسات المجتمعية المتمثلة بالنقابات والجمعيات والاتحادات الفنية المتخصصة، لتمكين المرأة من لعب دور قيادي وفاعل، مشددين على ضرورة استثمار مناخ التحولات التي يعيشها الشارع العربي من أجل رفع سقف حريات التعبير أمام المبدعين.
وأوصى المشاركون بدعوة الهيئة العربية للمسرح لاعتماد العام 2012 عاماً للمرأة العاملة في الإبداع المسرحي، تحت عنوان (عام المرأة العاملة في الإبداع المسرحي 2012(، كما دعوا إلى إقامة مهرجان مسرحي متخصص في عروض وقضايا المسرح من خلال مبدعات مسرحيات عربيات، مؤكدين ضرورة إدراج المسرح ضمن المناهج التربوية من أجل إنشاء أجيال تحترم المسرح وتعشقه.
كما طالبوا بإقامة ورش مسرحية متخصصة موجهة للمرأة من كافة تخصصات الفعل المسرحي الإبداعي قطرياً وإقليميا، وتنظيم ورش تقومُ عليها المرأة العربية المبدعة في المجال المسرحي في المناطق الأقل حظاً، وأنْ تكونَ البداية في قطاع غزة.
وركزوا على ضرورة إنشاء قاعدة معلومات توثق المشتغلات في قطاع المسرح من كافة التخصصات والعمل على نشرها، وإنشاء شبكة خاصة بالمرأة العاملة في المسرح لتفعيل التواصل بين المبدعات العربيات، وتوثيق المنجز الإبداعي للمرأة العربية في المسرح في كافة التخصصات والعمل على نشرها.
وكان نقيب الفنانين الأردنيين حسين الخطيب، أكَّدَ في ختام الملتقى أهمية مناخ الحرية والإبداع الذي تؤمنه المملكة من أجل حراك إبداعي يعبر عن قضايا الإنسان والمجتمع.
وشدَّدَ في كلمته على الدعم الذي قدمه ويقدمه معالي الشيخ الدكتور سلطان القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في دعم الحركة المسرحية، من خلال الهيئة العربية للمسرح التي كان المؤسس الحقيقي لها.
وأشار الأمين العام للهيئة العربية للمسرح إسماعيل عبدالله إلى مبادرة الاردن من خلال نقابة الفنانين للتعاون من أجل احتضان ندوة – المرأة في المسرح: التجربة العربية من الواقع إلى المستقبل.
كما شدد على الدور الكبير الذي قام به سمو الشيخ الدكتور سلطان القاسمي في رفد المسيرة المسرحية العربية مبدعاً وداعماً فكانت الهيئة العربية للمسرح، ومن قبلها الكثير من الإنجازات الشامخة ومن بينها أيام الشارقة المسرحية وغيرها.
وناقش فنانون محليون وعرب في اختتام فعاليات ملتقى الاستراتيجية العربية للتنمية المسرحية أمس في فندق الرويال– قاعة جارسيا، القيود التي حالت دون المشاركة الكاملة للمرأة في المسرح، وراهن مشاركة المرأة في المسرح، إلى جانب تناول تجارب نسوية في المسرح، آفاق إبداع المرأة في المسرح، قضايا النسوية فيه، التدريب والتأهيل (المرأة مدربة ومتدربة).
وتطرَّقَت جلسات الختام إلى (مستقبل المرأة في المسرح(، ففي الجلسة الأولى التي شارك فيها د. يحيى البشتاوي، من الجزائر د. جميلة الزقاي، وأدارتها القاصة بسمة النسور بعنوان (قضايا النسوية في المسرح( بينت الزقاي أنَّ المسرح النسائي في الجزائر يبقى بين الوجود والنفي وبين الإمكان والاستحالة. وأكَّدت أنَّ وجودَهُ ضرورة قصوى يفرضها المشهد المسرحي الآني، والأكثر بداهة من ذلك يتمثل في وجوب سماع صوت المرأة وهي تعبر عن حياة وكيان قريناتها.
ورأى د. يحيى البشتاوي من الأردن، أنَّ التعرُّضَ لواقع المرأة وقضية القهر في الأدب المسرحي العربي لم يكن ثورياً بالمعنى الكامل، فهو على الأقل قد يمهد جمهوره للثورة. ورأى بذلك أنَّ تجاوزه للأطر المسرحية التقليدية قد يجعل منه أداة فعّالة في فعل التغيير والإصلاح، مبيِّناً أنَّ ذلك النوع من المسرح يحتاج إلى صيغة مسرحية من شأنها أنْ تتواءمَ مع الحساسية المحلية، ويحتاج أيضا إلى فضاءات جمالية تمكن الأديب من التعبير عن فلسفته ورؤيته الاجتماعية والسياسية للواقع.
وأكد أن المسرح يؤسس للعلاقة مع المتلقي ضمن سياق مختلف يجعل منه فاعلا، ويناقش احتمالات التغيير على المستوى الإنساني والاجتماعي والسياسي، مشيرا إلى أن المسرح يسعى إلى تحقيق التغيير الجوهري للأفكار المسيطرة، حتى وإن كان ذلك ضمن سياقات غير أخلاقية تقوم على عرض المشكلات التي يعاني منها المجتمع.
الجلسة الثانية، تناولت التدريب والتأهيل (المرأة مدربة ومتدربة( تحدث فيها من تونس رجاء بن عمّار، من الأردن لينا التل، التي تطرقت إلى تجربة المرأة في المحترفات والاستوديوهات المسرحية: التدريب والتأهيل(، مؤكِّدَةً أنَّ التدريبَ والتأهيل في الفنون المسرحية له أهمية كبرى فيما يتعلق بمخرجات التدريب وأثرها على مستوى العمل المسرحي. وقالت التل إنَّ المرأة العربية التي تلقت التدريب والتأهيل سواءً على المستوى الجامعي الأكاديمي أو من خلال المراكز الثقافية وورشات العمل، تتجِهُ عادَةً إلى العمل في المداس كمعلمة دراما أو مسؤولة نشاط فني أو معلمة لغة عربية، والقليل منهن يتجهن إلى العمل الفني المحترف.
ونوهت إلى أهم الصعوبات التي تواجه المرأة العربية في العمل في مجال المسرح والتي تحد من مشاركتها منها: التعصب الديني، النظرة الاجتماعية السلبية للممثلات، عدم توفر فرص عمل، تكاليف الدراسة، عدم قدرة المرأة المتزوجة على التفرغ لساعات العمل الطويلة التي يتطلبها العمل المسرحي، وعدم وعي المجتمع لأهمية الفنون المسرحية في حياتنا.
من جانبها تحدثت الفنانة التونسية رجاء بن عمّار حول (مفاتيح للتكوين منحتها لي الثورة)، مبينة أنَّ الثورة في القاموس هي تحول مفاجئ ومباغت ومهم للنظام الاجتماع والأخلاقي والاقتصادي والثقافي لمجتمع ما، فهي تحول شامل.
الغد 29/06/2011