
مشاركة مصر فى المهرجان
العرض المصري يفضح أبواق مبارك الإعلامية والثقافية
صور وشهادات نادرة عن كاتب ياسين في قاعة الأطلس
دعا العرض المصري المشارك في الطبعة السابعة للمهرجان الوطني للمسرح المحترف،إلى إكمال مسار ثورة يناير والإطاحة بالفلول المتحكمين في الإدارات والمناصب النافذة والقطاعات الحساسة، وفضحهم أينما وجدوا حتى وان اجتهدوا في إخفاءملامحهم وتغيير جلودهم وتكييف خطاباتهم مع المرحلة الجديدة.
دافعت فرقة (يناير تياترو) عن الاسم الذي تحمله، وأخذت على عاتقهامسؤولية تعرية المتسلقين من مشاهير الإعلام والثقافة والسياسة ورجال الأعمال الذين طالما كانوا أبواقا لنظام مبارك، وسرعان ما انطلقوا في رحلة التكيف مع عهد مرسي. أولئك الذين غيّروا أشعارهم وقصصهم وحصصهم ومبادئهم كلها، ولن يتوانوا في تغيير ملامح وجوههم وأصواتهم حتى لا يتذكر المصريون أنهم ساهموا في تنويمهم سنوات كثيرة، وأنهم (خدّام البلاط الأوفياء) الذين تكلموا نيابة عن الشعب وادخلوه في حروب وهمية لتوجيه اهتمامه عن يومياته وانشغالاته الحقيقية .
حاول كل من عاطف جاد ومحمد عبد الفتاح ومحمد النجار وسامر السيدوعادل عبد النبي و كريم محروس وأسامة جميل ومحمد كمال، تقديم طبق درامي فيه نوع من الكوميديا واعتمد المخرج خليل تمام، على نص علي غريب والشاعرة صفاءالبيلي، إضافة إلى توظيف بعض الأغاني التي لحنها محمد عزت وأعدها محمدعلام، في محاولة للارتقاء بالعرض المسرحي لمستوى الموضوع المعالج. ولا يزال العمل بحاجة للاشتغال عليه خاصة فيما يتعلق بالأداء و الكوريغرافيا، حيث تشتت انتباه المشاهد لكثرة الحركة وسرعتها وتداخل الأحداث خاصة ما تعلق بإقدام الفلول على تغيير ملامحهم بعمليات جراحية.
اختارت الفرقة أن تمثل المسرح المصري، بعد الثورة بعمل بعيد عن الاحتفالية ونقل أجواء ميدان التحرير، وفضلت أن تتناول زاوية تراها أهم وهي بقاء فئة المتملقين والوصوليين و إصرارهم على التواجد في المشهد الجديد،والتأثير من خلال مناصبهم كالإعلاميين والشعراء و السياسيين.
للإشارة فان يوما دراسيا خاصا بالمبدع المتمرد كاتب ياسين، نظم على هامش المهرجان الوطني للمسرح المحترف، حيث احتضنت قاعة الأطلس معرضا خاصا نشر صورا نادرة تقدم لأول مرة للجمهور تظهر كاتب ياسين مع عدة شخصيات فنية. وعرف اليوم الدراسي الذي غاب عنه كل من المترجمة ملك الأبيض عيسى ونبيل سليمان بسبب الأوضاع في سوريا. و اثنت زينب الأعوج على جهود ملك الأبيض التي ساهمت في إيصال صوت الأدب الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية للقارئ العربي، من خلال ترجمتها لعدد من أعمال كاتب ياسين على غرار (الجثة المطوقة) و(نجمة). ورافع الروائي واسيني الأعرج، بدوره عن كتابات ومواقف كاتب ياسين الذي اعتبره أيقونة وظاهرة ابداعية لا تتكرر، وعرّج لدى مداخلته على ما عايشه خلال الفترة الاستعمارية وبعد الاستقلال من تيه وتشتت.
آسيا شلابي
المصدر :الشروق اونلاين 21-9-2012