د. حمدى الجابرىفى أحد المهرجانات المسرحية العربية شاهدت عرضا لفرقة شبابية مصرية إجتهد فيها الشباب لتقديم كل ما يمكنهم من فن وقدرة على التجسيد ، ولكن كل ذلك كان فى حدود إمكانياتهم كهواة للمسرح .. وهناك فارق كبير بالطبع بين ما يقدمه كل من الهواة والمحترفين .. وعندما سألت عن سر غياب المسرح الرسمى المحترف كالقومى وغيره من الفرق الحكومية الراسخة لم أخرج بنتيجة أكثر من أن الهواة هم الأكثر قدرة على التواصل مع الجهات العربية المنظمة للمهرجانات وليست لهم مطالب تذكر أكثر من المكافأة الهزيلة الى يتكرم بها أصحاب المهرجان .. أما الأهم فهو أن بعض ( الأشقاء) العرب يشجعون بل ويحرصون على مشاركة شباب الهواة بعروضهم المسرحية فى مهرجاناتهم حتى يمكنهم التفاخر بأن عروضهم المحلية أفضل من العروض المصرية الوافدة !! والكارثة تكون أكبر إذا كان المتحكم فى المهرجان مؤلفا أو مخرجا أو ممثلا .. لأنه بعد العرض ربما يهمس لمرتزقة المهرجانات بأنه أفضل من توفيق الحكيم مثلا أو أفضل من جلال الشرقاوى مثلا مثلا أو أنه أفضل من نور الشريف مثلامثلامثلا .. وربما يمتلك أحدهم قدرا أكبر من الجرأة ليقول أن مسرحيته ومسرح بلده أفضل من العرض المصرى المشارك وربما يكون له بعض الحق لأن الناس لا تعلم أن المشاركة لم تكن مصرية محترفة فعلا بل بفرقة هواة .. وربما يصل الأمر بمتبجح هنا أو هناك أو الوقاحة إذا شئت فيحاول النيل من المسرح المصرى وتاريخه لمجرد أنه خدع جماهير بلده القليلة فى المهرجان بعرض هواة مصرى توجد عشرات العروض أفضل منه كل حين فى فرق الثقافة الجماهيرية التى يحرص هذا العربى على عدم استقدامها لإدراكه أنه لا يمكنه تقديم مثلها .. ولو بعد حين ..