
الكاتب يرى أن مصر لم تتراجع ثقافيا ولكن الأبناء يكبرون، والطلاب يصبحون يوما أساتذة وهذا مصدر فخر لنا.
جدة (السعودية) ـ نظم منتدى (الإثنينية) الثقافي بجدة والذي أسسه الأديب والمفكر السعودي عبدالمقصود خوجة حفلا مميزا لتكريم الروائي المصري فؤاد قنديل، وقد بدأ الحفل بالعديد من الكلمات لكتاب ونقاد سعوديين، منهم الدكتور سعيد السريحي ومحمد على قدس وآخرين، عددوا منجزات الكاتب الأدبية وأنشطته الثقافية ومقولاته السياسية والأدبية.
وقد ألقى راعي المنتدى عبدالمقصود خوجة كلمة نقدية ضافية حول البنى السردية عند فؤاد قنديل وتوقف عند امتلاكه ناصية الرمزية والفانتازيا وتميزه في تشكيل رؤاه الإنسانية والواقعية في أنساق جمالية، وحرصه على مواكبة المشكلات الإجتماعية العربية وإعادة إنتاجها فنيا بصور متعددة ومتجددة.
ثم حان دور قنديل ليتحدث عن المحطات البارزة في مسيرته الثقافية، وكان من أهم ما جاء بها تركيزه على طلب الحرية له وللآخرين مؤكدا على أن الحرية تطلب الكرامة الشخصية والاستعداد للإستغناء، كما تتطلب الصدق واحترام الكلمة وأشار إلى أنه ارتبط بالسياسة منذ نعومة أظفاره وتسللت ملامح الواقع بقوة داخل معظم أعماله، وقد أعانته الفلسفة كي يبحث عن الجديد والجمالي والتصوير الذي يطرح مستويات متعددة من النظر تتكشف مع التأويلات التي يبلغها كل قارئ وفقا لثقافته.
ثم بدأ الحوار المفتوح بأسئلة الحضور، وأبرزها كان عن: الكتابة النسوية، حيث قال المكرم: أنا معها جدا وأتابعها بفرح، لكن بعضها يهتم بالجسارة والبوح ولا يعتد باللغة والأسلوب والتقنية والجماليات والتشكيل الفني.
وعن الرواية والتاريخ .. أيهما يعتمد عليه في معرفة الواقع، قال: إن التاريخ يسجل الأحداث كما نسجتها النخبة السياسية والعسكرية، أما الرواية فهي الممثل الحقيقي للجماهير وفيها نتعرف على ما جرى في البيوت والشوارع، وما شغل الأفكار وحراك النفوس وأشجانها ومعاناتها وأحلامها فضلا عن العادات والتقاليد وكل الملامح الثقافية والإنسانية.
وعن الحرية غير المحدودة التي يطلبها بعض الكتاب، قال: الحرية مطلب أساسي ولا غنى عنه للفنون والآداب، لكن الكاتب ضمير الأمة وهو مسئول عن تكوين وعيها وقيمها من خلال نصوص معرفية وجمالية، وليست هناك في الوجود حرية مطلقة، ولو كانت الحرية في بلد ما مقيدة فلن يؤثر ذلك كثيرا في كبح الكتاب لأنهم يستطيعون عن طريق الأساليب والتقنيات الفنية المختلفة القفز عليها وطرح أفكارهم التي يمكن أن يلتقطها القراء.
وسأله أحد الحضور عن مواصفات الكتاب المفضل، قال قنديل: كل كتاب يلهمنى ويجعلني مختلفا بعد قراءته عما كنت قبله، وسأله صحفي عن تعثر قيام نهضة عربية، فقال: مادام كثير من حكام العرب غير مثقفين ويقاومون الثقافة ومنتجيها فلن تقوم نهضة ولو امتلأت أرضهم بالثروات، وردا على سؤال عن تراجع مصر ثقافيا، قال: مصر لم تتراجع ثقافيا ولكن الأبناء يكبرون، والطلاب يصبحون يوما أساتذة وهذا مصدر فخر لنا.
ميدل ايست أونلاين2013-04-19