
جابر عصفور وزير الثقافة
محمد حافظ
يعتبر ما حدث في تنظيم فعاليات نهائيات الدورة الثانية لمهرجان (آفاق مسرحية) الذي سيعقد خلال الفترة ما بين 3 و10 يوليو المقبل على مسرح الهناجر للفنون، نموذج واضح وصريح على مدى العشوائية والتخبط واللامبالاة والتراجع الثقافي الذي تعيشه وزارة الثقافة.
فبعد أن أعلنت إدارة مهرجان آفاق مسرحية في مؤتمر صحفي حضره الدكتور صابر عرب وزير الثقافة السابق عن مشاركة عدد من الفرق المسرحية العربية في المهرجان كنوع من الاحتفاء بالدول التي وقفت بجانب مصر في محنتها وفي ثورة 30 يونيو، واستعدت جميع الفرق من الدول العربية على ذلك وقامت بحجز تذاكر السفر لمصر والإقامة بها في الفنادق وغير ذلك من إجراءات السفر التي تحملتها تلك الدول بشكل كامل تماما دون أي أعباء على مصر، إذا بوزارة الثقافة متمثلة في اللجنة العليا للمهرجانات وقطاع الإنتاج الثقافي يرفضان مشاركة تلك الفرق العربية بحجة أن المهرجان محلي وليس دولي وبالتالي فإن مشاركة تلك الفرق غير جائزة بشكل قانوني.
وكان يمكن حل هذه الأزمة بشكل أكثر تحضرا وأكثر ملائمة لقيمة مصر العريقة وخوفًا على سمعتها وسمة الفن بها، بأن تشارك هذه الفرق التي ــ لن تكلف مصر شيئا ــ على هامش المهرجان دون أن تشترك في المسابقة الرسمية كما جرت العادة في كل المهرجانات بل وكما جرت العادة في هذا المهرجان نفسه في دورات سابقة، فمن الغريب أن أول دورة من المهرجان استضاف فرق عدة من الدول العربية وفاز بجائزة أفضل عرض في مسابقة الديو دراما فرقة مسرحية من سوريا وقام وزير الثقافة نفسه آنذاك بتسليمهم الجائزة بنفسه.
إلا أن لجنة المهرجات أصرت على عدم مشاركة الفرق العربية تحت أي مسمى مما أدى إلى حالة من الغضب والاستياء بين الفرق العربية التي اعتبرت ما حدث إهانة لها، خاصة أنها وجدت مشكلة في استرداد تذاكر الطيران وحجز الفنادق وما إلى ذلك.
جدير بالذكر أن كثير من المبدعين طالبوا بضرورة حل لجنة المهرجانات باعتبارها عودة للعهد البائد، حيث قامت الوزارة بحلها بعد ثورة يناير مباشرة إلا أن عرب أعادها مرة أخرى للسيطرة على مفاصل الوزارة.
يشارك في نهائيات الدورة الحالية من مهرجان (آفاق مسرحية) 14 عرضا مسرحيا من 4 محافظات، وتديره لجنة تحكيم مكونة من الدكتور حمدى الجابرى، الدكتور سيد خطاب، الفنان القدير عماد سعيد، الدكتور فوزى السعدنى، والدكتورة ملحة عبد الله.
ويقدم المهرجان أشكالا مختلفة من فنون العرض المسرحى كمسرح الطفل، ومسرح المؤلف المصرى، ومسرح الديودراما، والمونودراما، والمسرح الاستعراضى والإيمائى، والمسرح الفرعونى، ومسرح العروض الكبيرة.
البوابة نيوز السبت 28-06 –