
مسرح الثقافة الجماهيرية
(معاناة الضياع القائم أو ربما النهار القادم)
محمود عبد المعطى
يا سيادة الوزير . إن كنت قدر المثقفين فأنت راع وكل راع مسئول عن رعيته
تتراكم المشكلات كأكفان الموتى وتترك مهملة من قبل المسئولين عنها
هل مسرح الثقافة الجماهيرية يحتاج إلى إنتفاضة حقيقية وتوحيد صفوف حتى يعود ؟؟؟
هل إعتاد المسئولون على التظاهرات والإعتصامات حتى ينظروا بعين الإهتمام إلى متطلبات مسئولياتهم ؟؟
لمصلحة من هدم مسارح الثقافة الجماهيرية وإنهيارها وتركها خاوية على عروشها من مبدعيها … تقتصر على إقامة الحفلات والإجتماعات الفاخرة أوتحويلها إلى دور سينما كما ذكر أحد المسئولين من قبل..
راقبوا معى ما يخرج إلينا من كواليس الإدارات ومسرحة النشاط المسرحى
ومحاولة هدم كل من له كلمة أو توجه فكري يسعى لآليات جديدة من شأنهاالحفاظ على حقوق المبدعين والحفاظ على دوام التواصل الفنى بين مسرحيي الأقاليم..
وجب علينا الآن مناشدة السيد وزير الثقافة والسيد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لقصور الثقافة التحقيق فيما ورد من نتائج تقييم لجنتى التحكيم الذين قاموا بتقييم فرق الأقاليم القومية والإختلاف الجذرى والغير منطقى بين نتائج اللجنتين علما بأن تقييم اللجنة الأولى للإثنى عشرعرض المشاركة بالمهرجان الختامى كان 70% فيما أعلى . أى أن جميع العروض المشاركة مستواها جيد وجيد جداً . ثم بمشاركة هذه العروض فى المهرجان الختامى . وتقرر لجنة التحكيم الثانية أن جميع العروض دون المستوى بإستثناءعرض واحد يحصل على جائزة تمثيل فقط وبناء على هذه الجائزة يحصل العرض على جائزة أفضل إخراج وجائزة العرض الأول وحجبت جائزتى المركز الثانى إخراج وجائزة العرض الثانى وذلك لـ ( ضعف مستوى العروض والمخرجين ) وهذا ما لايقبلة العقل . وليس معنى أن التقييم نسبى أن تختلف تقديرات هذا التقييم إختلافا كليا وجزئيا رغم إتفاق النقاد والفنانين المتابعين للمهرجان على أن بعض العروض مستواها جيد ومكتملة العناصر بل وتستحق التتويج .
لن أتحدث عن الإهانة القاسية التى تعرض لها كل من المخرجين المشاركين بالمهرجان والإهانة التى تعرضت لها الفرق بحجب هذا المركز .
ولكن السؤال . أليست هذه العروض بهذه النتيجة ( الثانية ) جميعها دون المستوى ويترتب علي ذلك أن ميزانياتها تعد إهدارا للمال العام ومن ثم فإن مسرح الثقافة الجماهيرية لا يؤدى غرضه المنوط به ( ووجب القضاء عليه)
عندما يتقاضى مخرج العرض المسرحى 8000 جنيه وهو مبلغ ضئيل نظراً لما يعانيةمن إنتقالات وإعاشه ومجهود ليس بالهين لمدة لا تقل عن أربعة أو خمسة أشهرمن العناء الجميل .. والممثل يصنف كل بحسب فئته وأقصى فئة 420 جنيه فالحافزلا يحفز إلا على الهروب إلى لقمة العيش فى ظل هذه الظروف العصيبة التى تمربها الأسر المصرية فى أقاليم مصر .. فعندما تستدعى ممثل مهم ينتمى لفرقةمسرحية ويقول لك أعتذز لأننى أعمل عمل إضافى فى المساء حتى أستطيع سداد إحتياجات أسرتى فتخجل من أن تكرر عليه طلبك حتى لو كانت الفرقة فى أمس الحاجة إليه
عدم إقبال الأجيال الصاعدة للإنضمام إلى المؤسسات الثقافية والفنية..
إغلاق أغلب مسارح الثقافة الجماهيرية رغم ما أنفق عليها من مبالغ باهظه تصل إلى ملايين الجنيهات بسبب تقاعس بعض الإدارات عن عملها ولأسباب تصل إلى غاية التفاهة…
إقامة العروض فى مواعيدها الخطأ .. وغالباما تكون هذه المواعيد فى ظروف إمتحانات مما يؤدى إلى إنصراف الأسروالجمهور المسرحى عن حضور العرض وهو الغرض الأساسى من إقامته قبل التنافس فى المهرجانات . مما دفع بعض المخرجين والفرق إلى الإنصراف عن حالة العرض الجماهيرية والإهتمام بلجان التحكيم . أو الإهتمام بما سوف يحصده من مكسب مادى (ينفع فى وقت زنقة ) وذلك إن كان متفرغا فى المساء بغض النظر عن القيمة الفنية .. وهو ما دفع البعض إلى العمل فى أكثر من عرض ولكن بإسم زوجته أو أحد المقربين له سعياً وراء المكسب المادى . متجاهلا كل التجاهل (خسارتةالأدبية ) ثم بعد ذلك نقذف الجميع بالجمر ونطلق على مسرحهم ( مسرح السبوبة ) الكلمة نور وبعض الكلمات قبور) …
إقامة عروض المهرجانات الختامية لفرق الأقاليم فى الأماكن الغير ملائمة لنهجها المسرحى مما يودى إلى إهدار قيمتها الفنية وشعور المخرجين والفرق بتقديم جميع التنازلات حتى يحتفظون بحقهم فى المشاركة داخل المهرجان .. رغم تواجد الحلول اليسيرة فى يد أولى الأمر لحفظ حق المبدع فى كيفية تقديم إبداعه…
الحد من قيمة بند الدعاية والإعلان أو شبه إعدامه فى المقايسات رغم أنه من أهم البنود لتوصيل رسالة الثقافة للشارع المصرى بغض النظر عن ما تنفقه الهيئة من مبالغ باهظة على برامج تثقيفية ولا نعلم عنها شيئاً ومسرح الجرن الذى لا يفيد الناس بشئ وشعورهم بالغربة عنه لعدم تواجد بيوت الثقافة بين بيوتهم .. والغرض ليس القضاء على مسرح الجرن ، بل إنشاء بيوت ثقافية توفرالحميمية بين المبدع والمتلقى .. وبيوت ثقافة أخرى هدمت منذ أكثر من عشرسنوات ولم يقام لها بديل إلى الآن رغم حصد روادها جوائز فى أغلب المجالات الفنيه وعلى سبيل المثال لا الحصر _ بيت ثقافة سنورس محافظة الفيوم…
الحد من طموح فنانى الأقاليم والحاجز الصلب بين كل من المبدعين والنقابات التى تنتمى إلى إبداعهم والإظلام الإعلامى المحيط بهم من كل اتجاه حتى لو قدموا الغالى والنفيس من الأعمال الإبداعية وأين مساندة ومؤازرة وزارة الثقافة لهم للإعتراف بهم ؟..
عدم مشاركةالمبدعين فى أقاليم مصر فى قرارات إدارة المسرح التى تضع لهم خرائطهم رغم تعدد الثقافات والخبرات التى تستطيع أن تنهض بمشروع تطوير مسرح الثقافةالجماهيرية وتجبر الدولة والجمهور على إحترامه والتمسك به ..
إنتشرت فى أقاليم مصر الآن ظاهرة الفرق الحرة التى سوف تقضى تماما على دورمسرح الثقافة الجماهيرة هروبا ً من عثراتها وعوائقها وعدم إهتمام مسئوليها
لا تنظروا إلينا من برج عاجى .. إنفضوا تراب الأكفان من فوق مكاتبكم وإنزلوا إلينا فنحن معكم فى نهضة الثقافة الجماهيرية فى أقاليم مصر ولسنا أدواتكم أو عرائسكم التى تنحنى لإرتخاء حبال القرارات بين أيديكم..