
يسرى حسان
أحسن د. جابر عصفور وزير الثقافة مرتين.. واحدة عندما بادر بالرد علي ما كتبته هنا الأسبوع الماضي حول فضيحة مهرجان الأقصر للفنون التلقائية ومسرح الطفل مؤكدا براءة الوزارة من هذه المهزلة المسيئة لسمعة مصر،ومؤكدا كذلك،بتوضيحه،احترامه للإعلام وتقديره له .
أما الأخري فعندما قرر عدم مشاركة أي فرقة تابعة للوزارة في أي مهرجان تقيمه مؤسسة خاصة إلا بعد موافقة اللجنة العليا للمهرجانات التي يرأسها د. محمد عفيفي أمين عام المجلس الأعلي للثقافة،وكذلك إنشاء لجنة أو مؤسسة تكون مسئولة عن أي مهرجان دولي يقام علي أرض مصر.
هذه خطوة مهمة جدا اتخذها الوزير لوقف المتاجرة باسم مصر من بعض الأفاقين وعابري السبيل الذين يجب محاصرتهم وفضحهم علي رؤوس الأشهاد.
سيدة لديها مؤسسة تقول إنها معنية بشئون السياحة،ما علاقتها إذن بنشاط مسرحي وماذا تعرف عن المسرح،وكيف تتجرأ علي إقامة مهرجان مسرحي دولي وتدعو تسع دول عربية،ومن هو المسئول الهمام الذي سمح لها بذلك،وكم منحها من أموال دافعي الضرائب،وكم تقاضت هي من الجهات التي تمولها علي حس هذا المهرجان السري التافه المشبوه!
المعروف أن مثل هذه المؤسسات تحصل علي دعم من جهات خارجية،وحتي تحصل علي الدعم لابد أن تسوي أوراقها.. وحتي تسوي أوراقها لابد أن تقيم نشاطا هنا أو هناك.. ليس مهما طبيعة النشاط وفائدته.. المهم أنه أقيم والصور جاهزة ومسئول كبير علي درجة وزير من مصر المحروسة هو محافظ الأقصر يقف إلي جوارها ويمنح شهادات التقدير للمكرمين.. تكفي هذه الصورة لتؤكد لداعميها أنها أقامت نشاطا ثقافيا مهما واهتمت بمسرح الطفل.. أما الواقع فيقول إن الدنيا كانت خربانة وأن السيدة لم تكن مشغولة سوي بتسوية الأوراق.
الأمر الغريب والمريب أن السيدة صاحبة المؤسسة رفضت استضافة أي إعلامي.. بل حرصت وأصرت علي عدم وجود إعلاميين في المهرجان،وذلك لسببين يعلمهما أي طفل صغير من أطفال الأقصر الذين أقيم المهرجان في مدينتهم ولم يشاهدوه.
الأول أن السيدةغير مشغولة بفكرة الإعلام،فلديها كاميرا وليس مطلوبا منها سوي التقاط صورة.. فما فائدة الإعلام الذي ربما كلفها مصاريف إضافية هي أولي بها.
أما السبب الآخر فإن مثل هذه المهرجانات بطحة علي رأس أصحابها،وأي إعلامي جاد ومحترم سيحضر المهرجان سيكتشف (النصباية) ولن يسكت وسيفضح المهرجان ومنظميه.. لذلك يجب تجنب الإعلام. حتي إن إحدي المدعوات نشرت الدعوة علي الفيس بوك – ولا أدري علي خيبة إيه –
فتم منعها من حضور المهرجان.. بالذمة في كده في الدنيا؟
وأنا لو كنت من المشاركين في المهرجان الذين اكتفوا بإصدار بيان مائع لتقدمت ببلاغ فورا إلي النائب العام ضد المسئولين الرسميين الذين دعموا هذا المهرجان بتهمة التواطؤ وإهدار المال العام.. وبيان ضد صاحبة المهرجان بتهمة النصب والتحايل.. هل يفعلها هؤلاء الأشاوس.. أم أنهم لايريدون إغلاق الباب انتظارا لدعوات لمهازل أخري؟ والله ممكن!!
مسرحنا 24 نوفمبر 2014