
حسن حسين
ربيعة بن صباح الكوارى(كاتب وأكاديمي قطري)
عرفت الأخ الراحل صديقا يمتاز بالشفافية والمصارحة وعدم المجاملات لأي شخص كان، فقد اشتهر عنه — رحمه الله — بانه يقول رأيه وينشره في الصحافة من اجل تحقيق المصلحة العامة للارتقاء بالمسرح في المجتمع القطري ليصبح من أفضل النماذج بين دول الخليج لان النقد الهادف والبناء هو الذي يصحح المسار نحو الافضل وذلك من خلال اكتشاف الاخطاء والتجاوزات وتصحيحها لتأسيس مسرح قومي ناجح.
مسيرة حافلة
لقد قدم الفقيد الراحل للمسرح في قطر الكثير من الجهود الملموسة في مجال الحركة المسرحية بجانب عمله في اول مشواره المسرحي قبل عقود كاتبا وممثلا على خشبة المسرح، وهو من خريجي المعهد العالي للفنون المسرحية في الكويت، وعرف عنه ايضا كتابته لبعض الاغاني الشعبية في بداياته الاولى، كما تقلد العديد من المناصب القيادية في مجاله المذكور ومنها:
— رئيس فرقة الاضواء المسرحية
— ورئيس توجيه التربية المسرحية
— رئيس المركز الشبابي للفنون المسرحية
— رئيس فرقة الدوحة المسرحية
— مؤسس فرقة الأضواء الموسيقية.
وقد عرف عنه انتقاداته اللاذعة في الصحافة المحلية للحركة المسرحية والقائمين عليها من خلال تقديمه لرؤية نقدية صائبة لخلق مسرح قطري متكامل يقوم على الابداع والاصالة ومواكبة العصر الذي نعيشه في هذا الفن الراقي والذي يحتاج الى التغيير والتطوير بشكل مستمر، كما كان يطالب بالتجديد في الدماء والكوادر التي تشرف على ادارة الحركة المسرحية.
مثقف من الطراز الأول:
لقد عرف عن الفقيد الراحل دفاعه المستميت عن المسرح لتخريج كوادر قطرية مؤهلة شكلا ومضمونا وكان حريصا على ان تتعلم الاجيال المعاصرة من الشباب هذا الفن على اصوله الصحيحة وكان كثيرا ما يطالب بالاهتمام بالمسرح المدرسي الذي يعد النواة الاولى لخلق جيل المستقبل.
لقد غابت عنا شخصية مثقفة من الطراز الاول في مجال المسرح قدمت الكثير من اجل هذا الوطن، وهي بلا شك تستحق بعد رحيلها التقدير والتكريم من قبل وزارة الثقافة والفنون والتراث نظير ما قدمت من اعمال ابداعية ليس لها حدود، فقد كانت شخصية معطاءة بكل ما تحتويه هذه الكلمة من معنى.
كما كان مساهما فعالا في مسيرة حافلة عرفت بالإنجازات والمشاركات في الفعاليات المسرحية من خلال العديد من المهرجانات المحلية والخارجية.
وكان يحلم — رحمه الله — بإعداد دراية توثيقية عن الحركة المسرحية في المجتمع القطري منذ تأسيسها وصولاً إلى المرحلة الحالية، إلا أن الموت لم يمهله لإنجاز هذه الدراسة.
من هنا:
فان الحركة المسرحية في دولة قطر مطالبة بان تطلق احدى القاعات الثقافية او دور العرض أو احد المسارح على اسم الفقيد الأستاذ حسن حسين الذي يستحق من الجميع لمسة وفاء بعد رحيله، خاصة انه كان يمثل مرحلة تاريخية مهمة من تاريخ الحياة المسرحية في البلد امتدت الى قرابة ثلاثة عقود متتابعة او تزيد على ذلك.
والملفت للنظر ان الكثير من الصحف الخليجية تحدثت عن وفاته ومكانته الكبيرة في نفوس أهل الخليج وهذا دليل على انتشاره اقليميا وعربيا لما قدمه للمسرح من جهود وانجازات سجلت باسمه حتى وفاته رحمة الله عليه.
لقد ترك حسن حسين تاريخا طويلا للحركة المسرحية في قطر تقوم بشكل خاص بعض النصوص على رؤيته النقدية والهادفة من خلال مقالاته ودراساته للارتقاء بفن المسرح بكل شفافية مع عدم اغفال الاهتمام بجيل الشباب بشكل خاص من خلال اقامة الورش التدريبية والتعليمية لهم، رحم الله الناقد الراحل وأسكنه فسيح جناته والهم أهله وذويه الصبر والسلوان.
*كلمة أخيرة:
سيبقى حسن حسين خالدا في ذاكرة المسرح القطري.. انها الشمعة التي لن تنطفئ أبدا
الشرق – 20 سبتمبر 2012