
أكد الشاعر والناقد حزين عمر، مؤسس
جماعة الجيل الجديد الفكرية ومؤسس حزب المساواة وعضو اتحاد الكتاب، أن الثقافة فى مصر لم تفسد إلا بظهور وزارة الثقافة، وأن كبار المفكرين والمبدعين خرجوا من عباءات غير عباءةتلك الوزارة، مضيفاأن وزارة الثقافة خلال العقود الماضية دخلت فى مرحلةالترهل ومحاولات خبيثة لإقحامها لأن تكون بوقا للنظام السياسى السابق الفاسد.
وقال عمر، فى تصريحات لـ(صدى البلد)، إن وزارة الثقافة لمتقدم قيمة فكرية وابداعية على مدى عقود منذ إنشائها ولا ننكر أنها قدمت بنية ثقافية ولكنها لم تقدم بشرا، والدليل على ذلك وبالرجوع إلى الوراءلعقود كثيرة نجد أنه بدءا من أحمد لطفى السيد والدكتور محمد حسين هيكل ومصطفى لطفى المنفلوطى ومصطفى صادق الرافعى ثم بعد ذلك الجيل التابع لهؤلاءالقمم أمثال طه حسين والعقاد وأحمد أمين والمازنى وأمين الخولى يليهم أحمدشوقى وحافظ إبراهيم ثم الأجيال المتلاحقة أمثال لويس عوض ومحمد مندوروغيرهم من الأسماء اللامعة التى خرجت إلى النور واشتهرت وقدمت عطاءات ذات قيمة وكل ذلك قبل إنشاء وزارة للثقافة.
وأضاف أن وزارة الثقافة تم إنشاؤها فى فترة الستينيات من خلال المفكر والكاتب ثروت عكاشة، وكان الهدف طيبا ونبيلا وهو الاعتناء بالثقافة القومية، ولكن مع الوقت تحولت تلك الوزارة لنقمة على الثقافة المصرية، ودخلت فى مرحلة من الترهل تتمثل فى تكدس عدد ضخم جدا من الموظفين بالوزارة لدرجة أن هيئة مثل هيئة قصورالثقافة بها عدد من الموظفين يبلغ 16 ألف موظف وهو أمرغير معقول ويعد التهاما لميزانية الثقافة دون مبرر ودون احتياج لذلك.
وأكد عمر أنه تبع ذلك إقحام الثقافة فى تنفيذ سياسات النظام الفاسد للرئيس السابق محمدحسنى مبارك والمتمثل فى تهميش المثقفين، وحاول بعض مدعى الثقافة تنفيذ ذلك عندما حاولوا إدخال المثقفين إلى (الحظيرة) وتحويلهم لتابعين للنظام وسلب إرادتهم وتعميم فكرة أن من يخرج من هذا النمط لا يجد فرصة للعمل والإبداع أو الظهور.
وأشار إلى أنه بالطبع كان هناك الكثير من الأصوات التى رفضت ذلك واتخذت مواقف حرة، ولعل ذلك ظهر واضحا عندما وقف الروائى صنع الله إبراهيم على الملأ وهاجم نظام الحكم ورفض استلام جائزة الرواية من المجلس الأعلى للثقافة، وذلك منذ ما يقرب من 3 سنوات وهو ما يعكس رفض الكثيرين من الشرفاء لهذا التوجه.
ويلى ذلك انتشار الفساد والرشوة، ولعل ذلك ظهرواضحا حاليا مع تحويل بعض المسئولين بالوزارة للنيابة بسبب المخالفات والتجاوزات المالية، وكل ذلك أدى إلى إطفاء المواهب وبالتالى لم تقدم لناالوزراة أسماء قيمة ولامعة على مدى 30 عاما.
ونوه الشاعر حزين عمرإلى أن المستوى الوطنى الثقافة بخير لأن معظمها فى الأساس عمل فردى بعيدةعن تعقيدات وتوجهات الثقافة الرسمية، فالإبداع الفردى استمر رغم التحديات،أما الإبداع الجماعى مثل تحول القصة المسرحية إلى عمل مسرحى او السيناريو والحوار لعمل سينمائى جماعى هذا ما يحتاج بالفعل لمنظومة ثقافية ترعاه وكانت الأخطاء دائما فى تلك المنظومة.
اجرى الحوار: أحمد عبد القوي
المصدر : صدى البلد 01.03.2012