
يجد الكثير من الباحثين والمتابعين المسرح مرآة حقيقية تعكس شجون وهموم الشعوب وثقافاتها المتنوعة، خصوصا انه بات وسيلة ثقافية للتواصل مع الآخرين، ومتنفسا حضاريا يلعب دورا فاعلا على المشهد الاجتماعي والسياسي في آن واحد.
وعلى الرغم من الصعوبة التي يواجهها العاملين في هذا المضمار إلا إن الاستجابة السريعة والكبير من قبل الجمهور تكون في الغالب حافزا جيدا للاستمرار وديمومة رسالة من يقف خلفه.
الامام الحسين
فقد قدمت فرقة مسرح لكش للتمثيل في الناصرية، مسرحية بعنوان (ليلة مع الحسين) تناولت قصة استشهاد الامام الحسين من وجهة نظر معاصرة (بعيدا عن العواطف والبكائيات) بحسب مخرج المسرحية.
وقال زيدون داخل عملنا المسرحي هو محاولة لتقديم مسرح حسيني يتناول واقعة الطف من وجهة نظر اخرى بعيدة عن العواطف والبكائيات حيث تناولت قصة المسرحية ممثل يحلم باداء دور الشمر(قاتل الحسين) بينما يذكره ابنه المتواجد بخارج العراق بوصية والدته امه المتوفاة بزيارة الحسين مع محاولة ايجاد روابط بين الاسماء التي نادى عليها المسيح في ساعاته الاخيرة ونداء الامام الحسين عندما نادى (الا من ناصر).
وقال الناقد والمخرج المسرحي ياسر البراك عن العرض بانه (يندرج ضمن مسعى فرقة لكش لتقديم أعمال مسرحية ذات منحى معاصر ووظف المؤلف طالب خيون واقعة الطف من اجل تقديم ثيمة آنية تهدف لمعايشة الجمهور للواقعة وبصورة مقاربة منه بعيدا عن الشعارات والجانب الدعائي). بحسب اصوات العراق.
واضاف (استطاع المخرج توظيف العديد من الوسائل الفنية من اجل إيصال الخطاب للجمهور بواسطة ممثل واحد هو ضياء الساعدي أدى العديد من الانفعالات).
وقال الناقد والمخرج جبار وناس ان (المسرحية حاولت وضع واقعة الطف في إطار جديد عبر سعيها لتقريب وفهم مختلف للأمام الحسين عن طريق ربطه بالسيد المسيح وكذلك استحضار شخصيات متضادة مثل الحر الرياحي(من أصحاب الحسين) والشمر (من أعدائه).
واضاف ان (العمل يضاف لمحاولة التنوع بالعروض التي قدمتها فرقة لكش حيث طرحت اليوم لونا جديدا بالاعتماد على الأصوات وباستخدام المتفجرات والسكربت والتقنيات الحديثة لجعل الأمام الحسين يعيش في واقعنا المعاصر وحسنا فعلت بإسناد الإخراج للفنان زيدون داخل بغية ضخ دماء جديدة ورؤى متغيرة بالإعمال المسرحية للفرقة حيث استغل بصورة جيدة فضاء المسرح).
المسرحية من تاليف طالب خيون واخراج زيدون داخل وتمثيل ضياء الساعدي وعلي الشطري و حميد صبري ومظفر عريبي.
يذكر ان فرقة لكش للتمثيل التابعة للهيئة العامة للسينما والمسرح والتي تعد الفرقة الثانية بالعراق تتخذ من الشطرة(45 كم شمالي الناصرية) مقرا لها وتأسست في بداية التسعينات من قبل خمسة فنانين وقدمت ما يقارب 30عملا مسرحيا وحازت على عدة جوائز وتضم في الوقت الحالي 20 فنانا وفنانة.
شبكة النبأ المعلوماتية- السبت 10/نيسان/2010 – 24/ربيع الثاني/ 1431