د . حمدى الجابرى
فى مهرجان المونودراما الثانى فى الكويت قال لى نجم المونودراما فى الكويت الفنان عبد العزيز الحداد .. لم أصدق أنك غيرت رأيك فى المونودراما فسارع رئيس المهرجان الصديق جمال اللهو بذكر ماكتبته .. ( أتمنى أن أجد فى عروض المهرجان ما يدفعنى الى إعادة النظر فى المونودراما الذى كتبت عنه منذ سنوات بعيدة أنه ( فن خدعنا ) لأسباب كثيرة )
وبالطبع ليس هناك ثأرا شخصيا مع المونودراما فلم تأخذ ميراث العائلة ولم تقتل لى عم أو خال بل وجهة نظر حاولت اثباتها خلال دراسة علمية كانت جديدة عندما نشرت منذ أكثر من عشرين سنة تقريبا ولم أحاول فرض نتائجها على أحد .. كما لم أفكر فى إعادة نشرها مرة أخرى حتى بعد أن نفذت نسخ طبعتها الأولى فى هيئة الكتاب المصرية .. وقد أثارت الدراسة بعض الباحثين فكتب بدوره عن المونودراما حتى دون أن يشير الى الدراسة العربية الوحيدة التى كانت متاحة أمامه وقتها ، ورغم أن بعضها كان يستحق الرد إلا أننى تركت الأمر للباحثين والممارسين فالحياة لن تتوقف عند المونودراما والمسرح لن يموت بها أو بدونها .. ورغم أن هذه الدراسة القديمة لم تعد متاحة للمهتمين إلا أن أثرها ظل قائما على الأقل فى تصور البعض وتأكيدهم الدائم على أننى (عدو المونودراما ) .. وحتى هذا لم أهتم بالرد عليه تشبها بأساتذتنا الكبار وتقليدا لهم .. وأشهرهم ( عدو المرأة ) ..
ومع ذلك لم أترك فرصة متاحة لمشاهدة عرض مونودراما مثل عروض رفيق أحمد وغيره وكذلك قراءة نصوصها المتاحة ، وحتى عندما أقيم مهرجانا لعروض المونودراما فى الإمارات حاولت الحصول على مطبوعاته وما كتب عن عروضه كلما تيسر للإستفادة من جديدها فى إثراء الموضوع وتصورت خلال سنوات إقامته أنه من الممكن أن يهتم اصحابه بإتاحة ذلك للجادين خاصة وأن من فكر فى إقامة مهرجان المونودراما هناك دون أن يذكر ذلك أحد هو الفنان العراقى عزيز خيون فى لقاء بالصدفة فى مسرح كيفان بالكويت بعد المهرجان الأول قال لى ( بحثت عنك فى مسرح البالون فى القاهرة قبل اقامة المهرجان ولم أجدك .. قالوا سافر ) .. يومها شكرته لإهتمامه ولكن طبعا دون أن أتمنى النجاح للمونودراما .. وذلك لإعتبارات كثيرة مذكورة بالتفصيل فى الدراسة المشار اليها ..
المهم .. عندما أقام جمال اللهو مهرجان الكويت الأول للمونودراما لم أتمكن من حضوره لسفرى وبعد فترة طويلة أرسل لى بناءا على طلبى بعض مطبوعات المهرجان ( نشراته ) التى لم أجد فيها جديدا غير السائد والمعتاد فى المهرجانات وكل الجديد فيها أنها لا تقل عن مثيلاتها التى تقيمها المؤسسات الرسمية التابعة والممولة من الدول بينما مهرجان جمال اللهو يقيمه جمال بشخصه وعلاقاته ورصيده الشخصى عند الناس .. وعندما وجدت الفرصة متاحة لم أدر لها ظهرى هذا العام للتعرف أكثر على ما وصلت اليه عروض المونودراما بعد أن أصبح لها الكثير من المهرجانات والمؤسسات والدول تدعمها وبالذات فى الإمارات فلعل هذا يكون مفيدا للموضوع الذى يمكن استكماله عند إعادة نشر الدراسة القديمة بعد إضافة أهم التغييرات التى طرأت على المونودراما بعد أن أصبحت ثرية بتمويلها الجديد الذى يشجع ولاشك فنان المونودراما على تقديم كل ابداعاته فى مناخ غير مسبوق .. وما أكثرهم ..