
نص يمزج الحوار المسرحي بالنثر القصصي
مشهد من مسرحية المحطة لا تغادر (تصوير: ناصر العليان)
اتكأ المؤلف المسرحي فهد ردة الحارثي، في كتابته نص مسرحية (المحطة لا تغادر)، على المزج بين الحوار المسرحي والنثر القصصي، تاركاً نصه مفتوحاً على قراءات متعددة، وفي الوقت ذاته استقى أولى خيوطه من خلال فتحه حواراً في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك).
واختتم، أمس، عرض مسرحية (المحطة لا تغادر)، التي استضافتها جمعية الثقافة والفنون في الدمام، وكتب نصها الحارثي، وأخرجها أحمد الأحمري ومثل فيها المسرحيان سامي الزهراني ومساعد الزهراني.
وتوزعت ثلاثة مقاعد وعمودي نور على خشبة المسرح، في شكل يوحي بأن الحدث يقع في محطة قطار. واصطبغت لغة الحوار بين بطلي المسرحية بالسوداوية تارة وبالسخرية تارة أخرى، فيما كانت الأسئلة تطرح دون أن تلقى جواباً، وجاءت الخاتمة كإعلان عن تكرار الحدث مع تغير المتعاملين معه.
وأوضح الحارثي لـ (الشرق) أن النص مفتوح على قراءات متعددة، مبيناً أنه إحدى التجارب التي يعمل عليها مؤخراً، مشيراً إلى أن (النص فيسبوكي، بمعنى أنه بدأ من الفيسبوك، حتى وصل خشبة المسرح)، موضحاً: أشتغل على جملة نصوص بدأت بحوارات متعددة في موقع التواصل الاجتماعي، ومن خلاله أطرح رؤية وأقيس نبضها وأعيد تدويرها مرة أخرى، وأطرح غيرها، إلى أن خرجت بنص «المحطة لا تغادر» ونصٍّ قبله بعنوان «الجثة صفر». واعتبر النص ضمن محاولاته لإيجاد حالة من التقارب بين لغة السرد في القصة القصيرة ولغة الحوار في المسرح، مضيفاً: وصلت إلى حالة التمازج بين اللغتين، مشيراً إلى أن تجربته بدأت في الوضوح، موضحاً أنه يعمل على أربعة نصوص أخرى. وذكر أن ما سينتج عن هذه التجربة غير معروف إلى الآن، مضيفاً: سأمارس التجربة مرة واثنتين، ثم أستخلص نتائجها، وسنرى إلى أي مدى نصل.
ووافق الحارثي على أن النص حفل بعدة أسئلة، مبيناً أنه ليس بالضرورة أن يجيب النص على الأسئلة المطروحة، وإنما المهم هو مشاغبة القضية والتفكير والسؤال في داخل المتلقي، معتبراً إياه شريكاً للكاتب في الحدث وصنعه وتأويله والبحث فيه. ونأى بنفسه عن التحول إلى مفسر للنص، موضحاً: إن صنعت العمل برؤيتي فسأضر بالمسرحية، مضيفاً: ما أراه يختلف بلا شك عما يراه المخرج والممثلون والمتلقون.
وعرضت مسرحية (المحطة لا تغادر) في أكثر من مدينة سعودية، كما عرضت في أذربيجان والأردن، وذكر الحارثي أن عرضها سيستمر.
الدمام – محمد المرزوق
صحيفة الشرق ١٠-٠٥-٢٠١٣