
سيرة فنية حافلة
رياض العزاوي
لعب الفنان العراقي الراحل ابراهيم جلال 1921-1991 دورا كبيرا متميزا في تأسيس وتأصيل صناعة السينما والمسرح في العراق والمنطقة العربية، ويتميز تاريخه الحافل بأنه الوحيد من الفنانين العراقيين ارتبط اسمه ب(13) فيلما بين بطل مطلق أو مخرج أو مدير فني، وقد بدأ العمل في أول فيلم مشترك (بين القاهرة وبغداد) الذي انتج عام 1947 وعرض في دار سينما الحمراء في العام نفسه، .وهو من اخراج المصري احمد بدرخان، ومن انتاج شركة الحمراء العراقية، وشركة اتحاد الفنانين المصرية، وقام بتأليف القصة الفنان الرائد المؤسس حقي الشبلي، ويوسف الجوهر، ومن تمثيل حقي الشبلي وابراهيم جلال وفخري الزبيدي وحامد القاضي وعفيفة اسكندر وسلمان الجوهر. وبعد تأسيس استوديو بغداد عام 1948 الذي قام بإنشائه عدد من المستثمرين العراقيين أنتجت السينما العراقية أول فيلم عراقي صميم (عليا وعصام) الذي اخرجه الفرنسي اندرية شوتان، وتناول فيه حكاية (روميو وجوليت) بأسلوب بدوي، وقد عرض الفيلم لأول مرة في 12 /3 /1949 في سينما روكسي، واعتبر تاريخ عرضه في 12/ 3 عيدا وطنيا للسينما العراقية، وهو من بطولة الفنان ابراهيم جلال الذي ادى شخصية عصام والشيخ سعد، وشاركه في الفيلم الفنانون الرواد يحيى فائق وسليمة مراد وعزيمة توفيق والفنان الكوميدي عبدالله العزاوي وفوزي محسن الامين.
أما التجربة الثالثة لفناننا القدير الراحل ابراهيم جلال فهو فيلم (ليلى في العراق) الذي انتج عام 1949 وعرض في دار سينما روكسي، واخرجه المصري احمد كامل مرسي، وهو من انتاج ستوديو بغداد، وشارك في التمثيل نخبة من الفنانين العراقيين الرواد منهم جعفر السعدي وعبدالله العزاوي وعفيفة اسكندر، والفنان اللبناني محمد سلمان وزوجته نورهان .وعمل الفنان ابراهيم جلال مساعدا للمخرج في الفيلم العراقي (من المسؤول) الذي عرض عام 1956 وهو من سيناريو واخراج عبدالجبار ولي، ومن انتاج شركة سومر للسينما المحدودة، عن قصة لأدمون صبري، وتمثيل الفنانين الرواد كاظم مبارك وسامي عبدالحميد وابراهيم الهنداوي وخليل شوقي، وقد عرض الفيلم على شاشة تليفزيون بغداد مساء يوم 8/ 6 /1975.
أما فيلم سعيد افندي الذي عرض عام 1957 من انتاج شركة اتحاد الفنانين عن قصة للقاص العراقي أدمون صبري، وتمثيل يوسف العاني وعبدالواحد طه وجعفر سعدي ويعقوب الامين وزينب، فعمل فيه الفنان جلال مساعدا للمخرج. وبحلول عام 1967 بدأت مرحلة جديدة من الافلام العراقية بدأت بفيلم (الحارس) وهو من اخراج خليل شوقي، ومن انتاج شركة افلام اليوم، ومن بطولة الفنانين مكي البدري وقاسم حول وعبدالباقي الدوري وكريم عواد والفنانة سليمة خضير وزينب واحمد فياض المفرجي، وعمل الفنان ابراهيم جلال مديرا فنيا له، وقد فاز الفيلم بالجائزة الثانية في مهرجان قرطاج بتونس عام 1969، وقد حجبت الجائزة الاولى.
بعدها تناوبت اعماله في فيلم (شايف خير) الذي انتج من قبل مصلحة السينما والمسرح، وعرض عام 1969، وهو من اخراج محمد شكري جميل، وتمثيل ابراهيم جلال وفخري الزبيدي ومحمد القيسي وفاروق فياض وفاطمة الربيعي وحامد الاطرقجي . وشارك في فيلم (الرأس) الذي انتج وعرض عام 1977، وهو من انتاج المؤسسة العامة للسينما والمسرح من سيناريو واخراج فيصل الياسري وتمثيل ابراهيم جلال وسعاد عبدالله وفوزية الشندي وعبدالجبار كاظم وكارلو هارتيون وهناء محمد وسامي قفطان وقاسم الملاك وكريم عواد،ثم فيلم (الايام الطويلة) الذي انتج وعرض عام 1979 من اخراج المصري توفيق صالح، ومن انتاج المؤسسة العامة للسينما والمسرح، وتمثيل نخبة من الوجوه الجديدة مع الفنانين محسن العزاوي ومحمود ابو العباس وسامي السراج وابراهيم جلال. وفي عام 1979 شارك في فلم (الاسوار) الذي عرض في العام نفسه وهو من اخراج محمد شكري جميل عن رواية (القمر والاسوار) للقاص عبدالرحمن مجيد الربيعي، ومن تمثيل ابراهيم جلال وسامي عبدالحميد وسليمة خضير وطعمة التميمي وسعدية الزيدي وفوزية عارف وفاطمة الربيعي وسوسن شكري وكريم عواد وفاضل خليل، وحصل الفيلم على جائزة السيف الذهبي في مهرجان دمشق السينمائي الاول عام 1979. وفي العام 1984 شارك في فيلم (فائق يتزوج) مع قاسم الملاك، وسناء عبدالرحمن وسليم البصري وابتسام البصري وابتسام فريد وسهام السبتي وسلمان الجوهر وشفاء العمري وعبدالجبار كاظم ووجدي العاني وفوزي مهدي وعبدالجبار عباس ومحمد حسين عبدالرحيم ومديحة معارج وليلى محمد، وهو من انتاج شركة بابل، وسناريو عبدالوهاب الدايني وابراهيم عبدالجليل وجعفر علي وعمانؤيل رسام. وقام الفنان ابراهيم جلال عام 1986 بإخراج فلم (حمد وحمود) وعرض عام1986 في صالة سينما المنصور ببغداد، سيناريو ابراهيم جلال وابراهيم البصري ومن انتاج شركة بابل، وتمثيل حسين نعمة وقاسم الملاك وشذى سالم والمطرب احمد نعمة. وختم الفنان الكبير ابراهيم جلال حياته الحافلة بالعطاء والخلق والابداع، وهو العام الذي ودّع فيه الوسط الفني والعراق بفلم (الوداع الاخير) وهو آخر فيلم مثل فيه من اخراج جمال عبد جاسم، ومن انتاج شركة بابل للإنتاج التلفزيوني والسينمائي، عن قصة قاسم احمد الجنابي ومن تمثيل الفنانين ابراهيم جلال وهناء محمد ووجيه عبدالغني وسامي قفطان واميرة جواد وقاسم احمد الجنابي وعبدالخالق المختار.
نأمل ونتطلع أن يكون هذه التحقيق الموجز قد وفى فناننا الكبير ابراهيم جلال واستعرض تاريخه المشرق باعتباره مخرجا مبدعا وممثلا موهوبا ومربيا فاضلا وعرض تاريخه الحافل بكل ما هو مبدع ومتميز ومؤثر في عالم حافل رسم معالم الخارطة الفنية للعراق الذي نرجوا ان تكون له نهضة فنية جديدة تعيد له تاريخه الزاهر والمجيد الذي صنعه فنانونا الكبار وروادنا الاوائل. ولا يفوتنا ان نذكر دور الفنان الرائد الراحل ابراهيم جلال في مجال المسرح وما قام به من دور مؤثر وخلاق ومتميز في نهوض العراق مسرحيا على صعيد العالم والعرب، وهو النموذج في التجارب الحديثة التي دخلت على المسرح العربي عن طريق هذا الفنان الكبير الذي ظل دوره بارزا الى يومنا هذا.
رحم الله فناننا الكبير ابراهيم جلال، لما قدمه من خدمه عظيمة للعراق واهله.
المشرق 21/11/2012