د. حمدى الجابرى
فى المركز القومى لثقافة الطقل ، من حوالى عشرين سنة طلبت من حسام محسب تعريف أبناء السيدة زينب من رواد الحديقة الثقافية للأطفال فى الحوض المرصود على فن الباليه .. فأحضر الطفلة زينب والطقل أحمد فاروق وقدم دروسا بسيطة للأطفال .. وبسبب إعجاب أطفال الحديقة بهذا الفن الذى يتعرفون عليه لأول مرة طلبت من حسام عمل ورشة صغيرة لهم .. وحققت نجاحا كبيرا لدرجة أن الأهالى أيضا أصبحوا من رواد الورشة كمشاهدين بعد أن تغير نمط سلوك وتفكير أولادهم بسبب ممارستهم مبادىء هذا الفن الغريب عليهم .. وإستمرت التجربة بنجاح كبير ولم يخطر فى بال أحد من الأطفال أو الأهالى ما سيطر منذ أيام على عقل عضو مجلس الشورى المحترم الذى طالب بإلغاء الباليه .
بعد هذه التجربة الفريدة أخذت زينب وأحمد ضمن وفد أطفال الى النمسا مكافـأة لهما .. وهناك كان إعجاب الخواجات كبيرا بصورة لم تخطر على البال والأكثر أن بعضهم قام بتغيير كل أفكاره عن مصر التى يعرف أطفالها فن الباليه ويمارسونه بهذه البراعة الواضحة .. فمثل هذا البلد الذى يعتنى بأطفاله بهذا الشكل لا يمكن أن يكون متخلفا أو يعيش أطفاله وسط الجمال فى المدينة أوالتماسيح على شاطىء النيل .
أتمنى أن يشاهد النائب المحترم وكل النواب الفنون المختلفة قبل إصدار أحكامهم .. وأقصد الفنون الراقية وليست فنون الأفراح البلدى التى يحضرونها إكراما للناخبين ويقومون فيها بتقديم (نقطة) للراقصات .. حتى لا ندعوا أن تصيبهم ( نقطة ) بسبب ما يقولونه عن فنون لا يعرفونها.
وبالمناسبة .. حسام محسب أصبح دكتورا من أساتذة هذا الفن بينما أضاعت ظروف الحياة الطفل أحمد فاروق فترك الباليه وأبلغنى الصيف الماضى بعد أن أصبح شابا بحسرته على ضياع الفرصة بسبب متطلبات المعيشة .. أما الطفلة زينب فلم تكن أسعد حظا على ما أظن.
يعنى .. مثل هذه الفنون فى حياتنا تحتاج وأصحابها كل رعاية حتى لا نفقد المواهب الواعدة .. والرقى بالمشاعر والأحاسيس وحب الخير والجمال .. وكلها نحتاجها وكذلك البشر جميعا حتى ولو كان بعضهم أو أحدهم عضوا فى مجلس الشورى
بنت مصر الحرة 2013-6-10