رغم المال والضجيج .. الدعائى ..
د. حمدى الجابرى
عندما صرح صاحب رأس المال الممول بعدم رضائه عن النتيجة التى حققتها المؤسسة إلتزم المرتزقة الصمت لبعض الوقت وتوقع الناس أن يسارع بعضهم بالقفز من السفينة الغارقة مكتفين بما حصلوا عليه من غنائم ومكاسب مادية وأدبية ولكنهم كانوا أكثر حنكة فإنتظروا الى أن ينسى الممول الكريم الأمر بسبب كثرة مشاغله .. وعندما لاح لهم أن ذلك النسيان قد تحقق بدأ الهجوم العكسى .. حديث هنا وهناك عن نشاط يتصورون أنه يمكن أن يرضى صاحب رأس المال ، وعندما لم يعرهم إلتفاتا بدأ الحديث بكثافة عن إنجازاتهم التى يتصورون أنها هائلة فى خدمة الثقافة والمسرح العربى فى كل مكان .. وتم تكثيف الحديث عن الإنجازات الوهمية بصورة كبيرة حتى يصدقها الممول الكريم وهم بهذا الشكل يستهينون بمصادر معلوماته وليس يثقافته وذكائه لأنه أكبر من أن يخدعه المرتزقة الصغار ..
أطرف ما فى الأمر أنهم يتصورون أنه غافل عن الحقيقة التى يعرفها رغم تظاهره من فرط الأدب بعدم معرفتها ، ويعرفها أيضا كذلك كثير من الناس وبعضهم مستفيد من فسادهم وإن كان يظهر لهم الود بينما يتغامز كثيرا عن كيفية حصول أمثالهم على كل هذه المكاسب من وراء فن المسرح بينما لم يدرسه أحدهم ذات يوم ..
الغريب فعلا هو أن نفس البلد وبفضل نفس الممول المثقف قد أتاح الفرصة لكثير من إبنائه لدراسة فن المسرح فى معظم بلاد العالم ورغم إثباتهم لقدراتهم وإستثمارهم لدراساتهم الأكاديمية فى تغيير وجه المسرح فى بلدهم وفى منطقة الخليج إلا أنهم سرعان ما يتراجعون تعففا من السقوط فى براثن الجهلة والفواعلية إكتفاءا بتقديم إبداعهم الذى ربما ينفجر فى وجوه الجميع ذات يوم مثلما حدث فى مسرحية ( من هب ودب ) فى الإمارات .. والتى ربما تكون فاتحة خير لكشف خفايا وأساليب مرتزقة المسرح فى كل منطقة الخليج .. وما أكثرهم ..